moneir74
عدد المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 24/09/2009 الموقع : http://allekaa.jeeran.com
| موضوع: اللغة العربية لم تضع بل قومها هم الذين ضاعوا ! الثلاثاء أكتوبر 20, 2009 8:49 am | |
| اللغة العربية لم تضع بل قومها هم الذين ضاعوا !
بقلم : محمد منير
الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ اللغة العربية وأكرمها بأن جعلها لغة القرآن الكريم فقال تعالى فى سورة يوسف " إنا أنزلنه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون " وفى سورة فصلت " كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعملون " وفى سورة الزخرف " إنا جعلنه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون " .
أضحت اللغة العربية أكثر انتشاراً فى مصر مع قدوم الإسلام خاصة منذ أن كانت هناك لغة مصرية واحدة وكانت اللغة القبطية لغة محدودة وغير رسمية إلى جانب اللغة اليونانية كلغة رسمية ، وحينئذ قدمت اللغة العربية مع بدء القرن السابع الميلادى / الأول الهجرى .
واللغة العربية لغة غنية ومتكاملة يستطيع الناس أن يعبروا بها عن كل ما يجيش فى صدورهم وقد أصبحت اللغة العربية لغة الديوان ولغة التعليم فى مصر ، وبقدوم القرن العاشر الميلادى / الرابع الهجرى بدأ الكتاب الأقباط فى الكتابة باللغة العربية وفى غضون 400 سنة من الفتح الإسلامى تخلت مصر نهائياً عن لغتها القومية واتخذت اللغة العربية لغة رسمية لها ، وقد تم إنشاء مجمع اللغة العربية فى مصر سنة 1932م والذى من أهدافه عمل المعاجم اللغوية وبحث قضايا اللغة ووضع المصطلحات العلمية واللغوية وتحقيق التراث العربى والنشاط الثقافى .
ولقد كان للمستعمر آثر كبير فى ضياع اللغة بين أهلها فيقوم بالغزو الفكرى ومن ذلك سياسة الإنجليز بعد احتلالهم مصر حيث قاموا ( بجلنزة التعليم ) أى جعله باللغة الإنجليزية لأن التعليم سلاح من أسلحة مقاومة المستعمر فعمدوا على تدمير هذا السلاح وجعل الشعب جاهل حتى لا يستطيعوا المقاومة ، فلا بد أن نتخلص من استعمار العقول المسيطر على المجتمعات العربية من قبل الغرب ونلتفت إلى العلوم التى تنهض بالمجتمع العربى والإسلامى ، وبدون شك أن علوم اللغة العربية هى أول العلوم والتى اهتم العلماء المسلمين منذ البداية على نشأة علم النحو ووضع قواعدها للمحافظة على سلامتها .
اللغة العربية لغة ذات طابع اجتماعى تتأثر نطقاً باستخدام الناس لها فمن الطبيعى أن يحدث لها انحراف ، وهناك العديد والعديد من أسباب تدهور هذه اللغة أو بمعنى أوضح أسباب تدهور فهم بعض أهل اللغة العربية للغتهم ومنها اختلاط العرب بالأجناس الأخرى حيث كان له دور كبير بالتأثير على اللغة العربية ، وعجب المسلمين العرب بلغة الغرب ( الانجليزية والفرنسية وغير ذلك ) وتقديمها على اللغة العربية حيث يرون أن التحدث بهذه اللغات هو التحضر بعينه فهجروا أصالتهم وتركوا لغتهم ، ومن الأسباب أيضاً بل وأهمها هو هجران القرآن الكريم فالقرآن يقوم اللسان فبتركه ضاعت القيم والأخلاق وضاعت اللغة كذلك ، وأيضاً عدم الاهتمام بدراسة اللغة العربية وغياب تعلمها فى المجالس العلمية .
فالأجيال السابقة مع أن تعليمهم كان بسيطاً إلا أنهم أكثر إتقاناً للغة ومفرداتها وبشكل يثير العجب والسبب هو أنهم كانوا يتلقون اللغة العربية مع حفظ القرآن الكريم فى كتاب القرية فلا يصل الطفل إلى سن العاشرة تقريباً إلا وقد حفظ القرآن كاملاً وأصبح متمكن فى التحدث باللغة العربية ، أما الآن فنحن نحتقر اللغة العربية ونرفض التحدث بها ونسخر ممن يتحدث بها ويظهر ذلك وبشكل سيئ فى المسلسلات والأفلام السينمائية والأغانى الهابطة التى تسيئ إلى الفن الجميل .
ولكن . . نحن قادرين على على المحافظة عليها وتمنيتها والسمو بها عن طريق الدراية بقيمتها ودخولها فى كثير من النواحى الحياتية ونعمل على التوازن فى تحصيل العلوم والقراءة الكثيرة ، وأهم من ذلا ألا ننسى كتاب الله فقراءة القرآن وحفظه تساعد على ترسيخ وثقل اللغة العربية فى نفوس العرب ، وهناك عبء كبير يقع على كاهل المسئولين الذين ينظمون المناهج الدراسية والوسائل الإعلامية فهم على الأقل يستطيعون الحفاظ عليها فى كل المجالات المختلفة .
فاللغة العربية كانت إحدى أهم الدعائم التى قامت عليها الحضارة الإسلامية وأساس من أسس بناء الدولة الإسلامية فى عهد الرسول والخلفاء الراشدين وباقى الدول الإسلامية التى تبعت هذا العصر ، فلا بد من الحفاظ عليها ولا نتخلى عن الحديث بها فهى سمة من سمات العرب والمسلمين فتمسكوا بها وتحدثوا بها .
| |
|